" المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة" ( لو 2 : 14)
" 13 وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوي مسبحين الله وقائلين: 14 «المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة».( لوقا 2 : 13 - 14)
بهذا الهتاف الملائكى تم إعلان رضاء الله على المسكونة لكى يُدخل الساكنين فيها إلى أحضان النعمة الإلهية التى إشتاق إليها الإنسان كثيرا ، وكان الآبّ يتمنى أن
تكون هذه العلاقة منذ خلقة الإنسان إلى هذا اليوم الذى أعلنه لنا عن طريق ملائكتة ، إن بشارة الملائكة بعد أن أعطت المجد لله صرحت لنا بأمُنية الأب أن يكون على الأرض السلام ، سلام لكل الساكنين على هذه الأرض دون أية تفرقة بينهم إلا بالأعمال التى ترضيه ، والسلام لايحل على أى أرض إلا إذا كانت هناك المحبة ، فالمحبة تدخل القلوب أولا ثم يأتى معها السلام ويكون فى الناس مسرة (حسب الترجمة اليونانية ) ، مسرة الأب باأبنائة ، مسرتة بالحب والسلام المتغلل فى قلوبهم بفرحه لميلاد الحب وباعث السلام .
ولكن كيف يدخل هذا السلام للقلوب ؟؟ وقلوب من ؟؟ .
الدعوة الإلهية هى لكل الناس دون أية تفرقة فى الجنس أو اللون أو منصب ولكن هناك شرطا واحدا لكى يكون لك نصيب فى هذا السلام وهو أن يولد المسيح ، ليس فى مذود بعيد فى بيت لحم ، ولكن يولد فى مذود قلبك ، بداخلك ، حينئذ يحل سلامه ويشملنا جميعا .
ليس الهدف من ميلاد السيد المسيح أن يكون فاصلا بين ماقبل الميلاد وما بعده ، وإن كانت هذه حقيقة نعيشها تاريخيا ولكن مجيئه كان لسبب أسمى من هذا وهو أن يولد المسيح دائما فى كل قلب ، وهو الذى قال لنا هذا أن نولد من فوق ( يو 3:3 ) " أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ:«الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللهِ "
نولد ميلادا جديدا ويكون هو المولود فى قلوبنا ، وعند ميلادة ميلادا حقيقيا ستتغير حياتنا ويحل الحب والسلام فيها ، بميلاد المسيح فى القلب تولد معه أشياء كثيرة كان الإنسان مفتقدها وهى الحياة مع المسيح ، ليست الحياة الروتينية ولكن حياة التسليم ، الحياة التى يصرخ القلب فيها من أعماقة راجيا أن يتسلم المسيح حياتة ، أن يولد فيه من جديد ليقود سفينة حياتنا ويكون هو المرشد والقبطان لهذه السفينه التى عذبتها أمواج الحياة كثيرا وكادت أن تغرق ، نترك المسيح ليقود حياتنا وينتهر الأمواج فتسكت ، يقودنا فى موكب نصرته لنسير ورائه كشخص واحد حتى نستحق أن يكون لنا شرف الوجود معه ونستمتع بعمود النار الذى يضيئ لنا الطريق فى ظلمة الأيام الكاحلة السواد بل ويدخل هذا العمود إلى القلوب فتشتعل حبا وولها بهذ المولود ، نريد أن ندخل فى خبره حقيقية مع طفل المذود ، الطفل يسوع المولود فى بيت لحم ، هل أعددت قلبك ليكون مذودا يولد فيه يسوع ؟؟
لم يكن أحدا يستطيع أن يعيش فى مذود ، ولكن الأن أصبح هذا المذود منبع الحياة لكل الناس ، حياتنا لو كانت أكثر من هذا المذود فى رائحته ، فالمولود يستطيع أن يزيل كل مايشين هذه الحياة ، فبدون طفل المذود لا تستطيع أن تفعل شيئا ولكن به تستطيع كل شيئ فقد عايّش بولس هذا وهتف أستطيع كل شيئ ... أنت وحدك يابولس تستطيع شيئ ، بالطبع لا ، ولكن فى المسيح الذى يقوينى ، فى طفل المذود الذى وُلد فى قلبى أنا شاول ، عندما نشعر بثقل الخطية وبقيدها الذى لا نستطيع الفكاك منه فلا سبيل لنا إلا الطفل يسوع نستنجد به لكى يُولد من جديد فى قلوبنا فنولد به ، عرف بطرس السر ففى ( رسالته الأولى 1 – 23 ) " مَوْلُودِينَ ثَانِيَةً، لاَ مِنْ زَرْعٍ يَفْنَى، بَلْ مِمَّا لاَ يَفْنَى، بِكَلِمَةِ اللهِ الْحَيَّةِ الْبَاقِيَةِ إِلَى الأَبَدِ " يقول مولودين ثانية حتى نعرف سر الخلاص الذى أعدده لنا ، حتى نستحق أن نسمع من المسيح كلمة إتبعنى كما قالها لبطرس .
الوقت قصير وها هى ملامحة ظاهرة عيانا لنا فلا نصبح كالكهنة والفريسين الذين ميزوا الصيف من الشتاء ولكنهم لم يستطيعوا أن يميزوا قرب الملكوت ووجه الله ، لم يؤمنوا بالطفل يسوع فهلكوا بسبب جهالتهم ، يسوع يريد أن يُولد فى قلبك من جديد ، يريد أن يقود حياتنا لنكون فى موكب نصرتة ، مولود المذود يريدنا أن نعيش معه فى السما الجديدة والأرض الجديدة ويُنسينا أيام عذابنا على الأرض ..
فهل نسمح للطفل يسوع أن يولد فى قلوبنا فيكون إحتفالنا بميلاده حقيقة لا عادة ضمن عادتنا ....
يارب أدخل لقلوبنا وحل فيها بميلادك ، ليكون لنا ميلاد جديد معك ، تكون حياتنا كلها ليك وبيك ..أميـــن