للتنمية الروحية

المؤمن والرحمة

"كثيرة هي نكبات الشرير، أما المتوكل على الرب فالرحمة تحيط به. " (مز 32: 10 )

لقد كانت الرحمة هي أول ما قابلنا الله به ونحن خطاة، ثم أنها أيضاً ملازمة لنا حتى النهاية. فإذا نظر المؤمن إلى الوراء يقول "إنما خير ورحمة يتبعانني كل أيام حياتي، وأسكن في بيت الرب إلى مدى الأيام" (مز 23: 6 ) .

 وإذا نظر إلى الأمام يقول "إلهي رحمته تتقدمني" (مز 23: 6 ) . بل إنها مُحيطة به من كل جانب (مز 23: 6 ) . وهى مُلازمة له "كل يوم" (مز 23: 6 ) ، لكننا نتمتع بها بصفة خاصة في ظروفنا الصعبة (مز 23: 6 ) ، ولهذا "نتقدم بثقة إلى عرش النعمة لكي ننال رحمة .. عوناً في حينه" (مز 23: 6 ) ، وأخيراً ينظر المؤمن إلى أعلى وينتظر الرحمة النهائية عند مجيء المسيح رحمة ربنا يسوع للحياة الأبدية"واحفظوا أنفسكم في محبة الله، منتظرين رحمة ربنا يسوع المسيح للحياة الأبدية." (يه 21).

المسيحي إذاً هو شخص مغمور برحمة الله، وينتظر الله منه أن يُظهر الرحمة للآخرين، كقول المسيح " أفما كان ينبغي أنك أنت أيضا ترحم العبد رفيقك كما رحمتك أنا؟. " (مت 18: 33 ) ، وقوله أيضاً "اذهب أنت أيضاً واصنع <الرحمة> هكذا" (مت 18: 33 ) .

يوضح يهوذا في رسالته أن المؤمن يقف بين رحمة نالها (ع2)، ورحمة ينتظرها (ع21)، ولهذا فإنه يجب أن يُظهر الرحمة للآخرين (ع22). فليست المسيحية مجرد طقوس وفرائض يؤديها الإنسان، بل حياة مختلفة، أحد خصائصها الرحمة.

لقد وبّخ المسيح، أكثر من مرة، الفريسيين الذين كان تدينهم بعيداً عن حياتهم، مقتبساً كلمات هوشع " فاذهبوا وتعلموا ما هو: إني أريد رحمة لا ذبيحة، لأني لم آت لأدعو أبرارا بل خطاة إلى التوبة". في (متى9: 13 )ربطها مع حاجة الروح والنفس، وفى (متى12: 7 ) " فلو علمتم ما هو: إني أريد رحمة لا ذبيحة، لما حكمتم على الأبرياء! " ربطها مع حاجة الجسد. وكأن الرب يريدنا أن نهتم بحاجة النفوس للخلاص "22 وارحموا البعض مميزين، 23 وخلصوا البعض بالخوف، مختطفين من النار، مبغضين حتى الثوب المدنس من الجسد" (يه 22, 23 ) وكذلك حاجة الأجساد للطعام والكساء "المعطى فبسخاء ... الراحم فبسرور" (يه 22, 23 ) .

ذهبت مؤمنة لأحد خدام الرب، تشكو ظروفها وقالت له: زوجي مات، وأولادي جميعاً تزوجوا، وأنا وحيدة تماماً ولهذا فأني أكثر الناس بؤساً. نصحها الخادم أن تذهب إلى أهل بلدتها تتكلم معهم عن خلاص المسيح، وتذهب إلى الفقراء وتشاركهم ما لديها من خيرات. وبعد أسابيع قليلة اتصلت به المرأة قائلة: أنا الآن أسعد امرأة في المدينة. ولا عجب فإن "النفس السخية تسمن، والمروي هو أيضا يروى." (أم 11: 25 ) .


طباعة   البريد الإلكتروني

أحدث الاضافات

logo

المقر الرئيسي - جمعية شبرا

العنوان : 12 ش قطة – شبرا- القاهرة

التليفون : 27738065 2 02+

بريد الالكتروني : عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

تجدنا في الفيسبوك

الانضمام إلى قائمة المراسلات

ادخل بريدك الإلكتروني للاشتراك في قائمة البريد الإلكتروني

الرجاء تعبئة الحقول المطلوبة.
الرجاء تعبئة الحقول المطلوبة.

بحث...