" لا تهتموا بشيء، بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر، لتعلم طلباتكم لدى الله"(فى4: 6)
ــ للصلاة ننحني : الضعف البشرى مستنداً على قوة القدير ومتعلقاً بها. إنها الثقة الهادئة في قلب الله المحب وفى صلاح أفكاره الحكيمة. مثل طفل يرتمي في حضن أبيه، ويستريح ويهدأ بين ذراعيه الحانية. إنها التعبير عن الاتكال والاعتمادية على الله في كل شيء
، المقترن بالشعور العميق بالاحتياج إليه. إنها عكس حالة لاودكية الذي يقول "لأنك تقول: إني أنا غني وقد استغنيت، ولا حاجة لي إلى شيء، ولست تعلم أنك أنت الشقي والبئس وفقير وأعمى وعريان." (رؤ 3: 17 ) .
ــ للصلاة ننحني : حالة قلب منسكب في حضرة الله، وليست مجرد كلمات نرددها، أو آيات نتلوها. خير لنا أن نوجد بقلب ولو دون كلمات، عن أن يكون لنا كلمات بلا قلب. هكذا كانت حنة تصلى في قلبها وشفتاها فقط تتحركان وصوتها لم يُسمع. لقد كانت وهى مُرّة النفس تفرغ كل شحنات المتاعب والأحزان في حضرة الرب. والرب ينظر دائماً إلى القلب المنكسر والروح المتضعة " وكل هذه صنعتها يدي، فكانت كل هذه، يقول الرب. وإلى هذا أنظر: إلى المسكين والمنسحق الروح والمرتعد من كلامي. " (إش 66: 2 ) .
ــ الصلاة يجب : أن تكون بإيمان غير مرتاب البتة. الإيمان يرى الله أعظم من الظروف ويثق أنه "ليس شيء غير ممكن لدى الله". إنه وولي إلى صاحب كل سلطان في السماء وعلى الأرض. لذلك فهو يستطيع أن يعمّق الطلب أو يرفّعه إلى فوق.
ــ للصلاة ننحني : طلب في صورة خبر. "لا تهتموا بشيء، بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر، لتعلم طلباتكم لدى الله" (فى4: 6) . ونحن لا نستطيع أن نعجِّل الله أو أن نرسم له طريقة الحل. إنه يعرف متى يتدخل وكيف يتدخل. وعادة أفكاره ليست كأفكارنا وطرقه ليست كطرقنا. جيد أن ننتظر الرب ونتوقع بسكوت خلاصه " جيد أن ينتظر الإنسان ويتوقع بسكوت خلاص الرب "(مرا 3 : 26) . إذا أعلمته بالأمر ونشرت رسالتك قدامه، فاهدأ واعلم أن الدعوى قدامه فاصبر له.
ـــ هناك إجابة مُعجَّلة مثلما حدث مع بطرس لما ابتدأ يغرق وصرخ قائلاً "يارب نجني" ففي الحال مدّ يسوع يده وأمسك به. وهناك إجابة مؤجلة مثلما حدث مع زكريا وأليصابات إذ جاءت الإجابة بعد سنوات. وهناك إجابة مُعدّلة مثلما حدث مع بولس من جهة الشوكة، فكانت الإجابة " فقال لي:«تكفيك نعمتي، لأن قوتي في الضعف تكمل». فبكل سرور أفتخر بالحري في ضعفاتي، لكي تحل علي قوة المسيح " (2كو 12: 9 ) . وأخيراً قد تكون الإجابة لا، مثلما حدث مع موسى إذ قال له الرب "لا تعود تكلمني في هذا الأمر" (2كو 12: 9 ) .