للتنمية الروحية

الإيمان وعدم الإيمان

"ولا بعدم إيمان ارتاب في وعد الله، بل تقوى بالإيمان معطيا مجدا لله." (رو 4: 20 )

الشك يرى الصعوبات، أما الإيمان فيرى الطريق. الشك يحدّق إلى الليل، أما الإيمان فيرى النهار. الشك يخاف أن يخطو خطوة، أما الإيمان فيحلـّق في الأعالي. الشك يتساءل: مَنْ يصدق هذا؟ فيجيب الإيمان: أنا.

ولأن الإيمان يعنى خرق الأنظمة الطبيعية وتصديق الله، لذلك يبدو غير معقول. ليس من المعقول أن يخرج إبراهيم وهو لا يعلم أين يتوجه، ولكنه صدق وعد الله وأطاع أمره، وحسبَه هذا " بالإيمان إبراهيم لما دعي أطاع أن يخرج إلى المكان الذي كان عتيدا أن يأخذه ميراثا، فخرج وهو لا يعلم إلى أين يأتي. " (عب 11: 8 ) .

وليس من الذكاء أن يهجم يشوع على أريحا دون أسلحة قتالية (يش 6: 1 -20) . فأهل العالم يضحكون على مثل هذه المغامرات الجنونية.

والحق يُقال إن الإيمان هو عين المعقول. أليس من الصواب أن يثق المخلوق في خالقه؟ هل من الجنون أن نؤمن بمن لا يمكن أن يكذب أو يتخلى أو يخدع؟ الثقة في الله ننحني الأمر المعقول، المنطقي، المقبول الذي يمكن أن يفعله الإنسان.

الإيمان يمجد الله، ويوليه مكانه الصحيح، لأنه أهل للثقة التامة دون سواه. أما عدم الإيمان فيهين الله، إذ يتهمه بالكذب " من يؤمن بابن الله فعنده الشهادة في نفسه. من لا يصدق الله، فقد جعله كاذبا، لأنه لم يؤمن بالشهادة التي قد شهد بها الله عن ابنه. " (1يو 5: 10 ) ويحد الإله القدوس (1يو 5: 10 ) . والإيمان يضع الإنسان أيضاً في مكانه الصحيح كمعتمد على الله متضع أمامه، ينحني فوق التراب أمام الرب سيد الجميع.

الإيمان عكس العيان. يذكّرنا بولس بقوله: " لأننا بالإيمان نسلك لا بالعيان. " (2كو 5: 7 ) . والسلوك بالعيان معناه الاعتماد على وسائل منظورة والاستعانة بها، وتدبير احتياطات للمستقبل.

أما السلوك بالإيمان فهو عكس ذلك. هو الاعتماد على الله وحده في كل لحظة، هو اتكال مستمر على الرب. فالجسد ينفر من موقف الاتكال الكامل على إله غير منظور، ويحاول أن يجد له وسادة يستند إليها ضد الخسائر المحتملة، ولكن الإيمان يقفز بخُطى ثابتة إلى الأمام إطاعة لكلمة الله، ويسمو فوق الظروف، واثقاً أن الرب يهتم بالاحتياطات كلها.

وفى حياة الإيمان يوجد دائماً مجال للتقدم. فعندما ندرس ما حققه الإيمان، ندرك أننا أطفال نلهو على شاطئ محيط لا نهاية له ولا حدود. وقد ذُكرت بعض أعمال الإيمان الجبارة في (عبرانيين11 ) ووصلت إلى الذروة في الأعداد ( 32 - 40 ) "فهؤلاء كلهم، مشهوداً لهم بالإيمان".


طباعة   البريد الإلكتروني

أحدث الاضافات

logo

المقر الرئيسي - جمعية شبرا

العنوان : 12 ش قطة – شبرا- القاهرة

التليفون : 27738065 2 02+

بريد الالكتروني : عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

تجدنا في الفيسبوك

الانضمام إلى قائمة المراسلات

ادخل بريدك الإلكتروني للاشتراك في قائمة البريد الإلكتروني

الرجاء تعبئة الحقول المطلوبة.
الرجاء تعبئة الحقول المطلوبة.

بحث...