" الذي به أيضا قد صار لنا الدخول بالإيمان، إلى هذه النعمة التي نحن فيها مقيمون" (رو 5: 2 )
بعد أن خلصنا بالنعمة، ها نحن نُقيم في النعمة، ولأننا نُقيم - أي نسكن في النعمة، فإننا أيضاً نقوم فيها " بيد سلوانس الأخ الأمين،كما أظن كتبت إليكم بكلمات قليلة واعظا وشاهدا، أن هذه هي نعمة الله الحقيقية التي فيها تقومون. " (1بط 5: 12 )
، أي نقف راسخين غير متزعزعين. نقف ولا نسقط لأن النعمة تعضدنا، وتحمينا من السقوط. فالنعمة ليست فقط طريق الله لخلاص الخاطئ، بل أيضاً لحفظ المؤمن وتقوية الخادم.
والنعمة هي المعلمة لنا في جهلنا " معلمة إيانا أن ننكر الفجور والشهوات العالمية، ونعيش بالتعقل والبر والتقوى في العالم الحاضر" (تى2: 12) ، وهى المقوية لنا في ضعفنا، إذ يقول الرسول بولس لابنه تيموثاوس "فتقو أنت يا ابني بالنعمة التي في المسيح يسوع." (2تى2: 1) .
والنعمة هي الكافية لنا في احتياجاتنا مهما تنوعت، كقول الرب للرسول بولس " فقال لي:«تكفيك نعمتي، لأن قوتي في الضعف تكمل». فبكل سرور أفتخر بالحري في ضعفاتي، لكي تحل علي قوة المسيح. " (2كو 12: 9 ) .
إن النعمة هي بالحقيقة نهر دافق ينبع من عرش الله وينساب إلى حياة الإنسان فيشفى كل ما يقابله. فهي نابعة من قلب الله، وتتمم كل مقاصده. ولا توجد للمؤمن الحقيقي أية حاجة أخرى لا تملأها نعمة الله الغنية، فإلهنا الآن جالس على عرش النعمة، ونستطيع أن "فلنتقدم بثقة إلى عرش النعمة لكي ننال رحمة ونجد نعمة عونا في حينه." (عب 4: 16 ) .
"ننال رحمة" تواجه كل ضعفات الماضي وسقطاته، "ونجد نعمة" لمواجهة أعواز الحاضر وتحديات المستقبل. بالرحمة يعفينا الله مما كنا نستحقه، وبالنعمة يعطينا ما لم نكن نستحقه.
نعمة الله بالإجمال تفوق الوصف والتعبير. فكم كُتبت عنها مجلدات، ونُظمت في وصفها ترنيمات، وامتلأت بغناها قلوب، وبالتغني لها أفواه.
لهذا لاق بالرسول بطرس أن يطمئن أخوته في ظروفهم الصعبة، قائلاً لهم " لذلك منطقوا أحقاء ذهنكم صاحين، فألقوا رجاءكم بالتمام على النعمة التي يؤتى بها إليكم عند استعلان يسوع المسيح. " (1بط 1: 13 ) .
عزيزي.. إننا الآن في أبهى عصور البشرية! عصر النعمة. تشدد يا أخي، فإنك مُقيم في النعمة، ويعتني بأمورك الشخص الجالس على عرش النعمة، ويمسك بيمينك الصديق الذي قلبه ممتلئ بالنعمة.