"فندم الرب عن الشر وقال للملاك الـمُهلك الشعب كفى، الآن رُّد يدك" (2صم 24: 16 ) .
"واستجاب الرب من أجل الأرض فكفت الضربة" (2صم 24: 25 )
في هذا المشهد المبارك نرى صوت الرحمة يعلو فوق دوى عجلات قضاء الله. فعندما رأينا يد الله تمتد بالقضاء، فإن الروح القدس يكشف لنا قلب الله المحب الذي يجعله يقول "للملاك المهلك الشعب كفى، الآن رُّد يدك" وهكذا كفت الضربة عن الأرض على أساس الذبائح التي قُدمت في بيدر أرنان عندما بنى داود هناك مذبحاً للرب وأصعد محرقات وذبائح سلامة.
هذا الأمر يأخذ بأفكارنا رجوعاً إلى اليد التي لم تمتد لذبح اسحق لأنه كان هناك كبش مُمسكاً في الغابة بقرنيه، وأُصعد مُحرقة عوضاً عن اسحق، كما ويأخذنا أيضاً إلى الجلجثة عندما رُفعت عنا الدينونة ويد القضاء عندما كان بديلنا المبارك فوق الصليب يتلقى الضربة بسيف العدل الإلهي "استيقظ يا سيف على راعىَّ ... اضرب الراعي". لكن نرى أيضاً فيه تعليماً يشجعنا.
عندما يتعامل الله معنا بإدخالنا في بوتقة الألم عن طريق المرض مثلاً، مَنْ يقدر أن يقول للمرض كفى الآن رُّد يدك؟ أو إن دخلت سفينة الحياة وسط البحر الهائج والرياح المضادة، مَنْ يقدر أن يقول للبحر في هياجه اسكت، وللرياح في شدتها كفى، إلا شخصه الذي ينتهر الريح ويسكِّن البحر فيصير الهدوء العظيم.
إنه الحكيم الماهر المحب الذي في حكمته الفائقة يسمح بالنيران أو الأتون الـمُحمّى سبعة أضعاف، لكن كلمته مثبتة في السماوات وأمانته من دور إلى دور. يقول "إذا اجتزت في المياه فأنا معك، وفي الأنهار فلا تغمرك. إذا مشيت في النار فلا تلذع، واللهيب لا يحرقك. " (إش43 : 2)!
أخي، لابد أن يأتي الميعاد الذي في فكره ويقول - تبارك اسمه - "كفى""ويُخرجك من وجه الضيق إلى رحب لا حصر فيه "(أى36: 16) لذلك "إن توانت فانتظرها لأنها ستأتي إتياناً ولا تتأخر" (حب2: 3) أخي وأنت تنتظره أن يقول "كفى رُّد يدك" تذكَّر ما قيل عن يوسف "آذوا بالقيد رجليه، في الحديد دخلت نفسه، إلى وقت مجيء كلمته، قول الرب امتحنه. أرسل الملك فحله، أرسل سلطان الشعب فأطلقه" (مز105: 18، 19).
لكن حذار أن نقول نحن كفى لله، بذلك نكون في تعارض مع مشيئته الصالحة، لأنه مكتوب "يا لعمق غنى الله وحكمته وعلمه! ما أبعد أحكامه عن الفحص، وطرقه عن الاستقصاء. لأن مَنْ عرف فكر الرب أو مَنْ صار له مُشيراً" (رو11: 33) عالمين "أن منه وبه وله كل الأشياء له المجد إلى الأبد آمين". ( رو 11 :36)