"مستحق أنت أن تأخذ السفر وتفتح ختومه" (رؤ 5: 9)
"وهم يترنمون ترنيمة جديدة قائلين:«مستحق أنت أن تأخذ السفر وتفتح ختومه، لأنك ذبحت واشتريتنا لله بدمك من كل قبيلة ولسان وشعب وأمة، 10 وجعلتنا لإلهنا ملوكا وكهنة، فسنملك على الأرض»" (رؤ 5: 9 ،10)
في (رؤيا5 ) نجد منظراً نبوياً أمام يوحنا الرسول - فالكون كله يقدم سجوده لله وللخروف، مُعطياً كل القدرة والغنى. الحكمة والقوة والكرامة والمجد والبركة. ويُرى الخروف مستحقاً لذلك. فهو الذي تمم كل مقاصد الله من جهة هذا العالم. وهو الذي يُجرى القضاء، وأُعطيت له كل الدينونة لأنه ابن الإنسان
" لأن الآب لا يدين أحدا، بل قد أعطى كل الدينونة للابن،23 لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الآب. من لا يكرم الابن لا يكرم الآب الذي أرسله.24 «الحق الحق أقول لكم: إن من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية، ولا يأتي إلى دينونة، بل قد انتقل من الموت إلى الحياة.25 الحق الحق أقول لكم: إنه تأتي ساعة وهي الآن، حين يسمع الأموات صوت ابن الله، والسامعون يحيون.26 لأنه كما أن الآب له حياة في ذاته، كذلك أعطى الابن أيضا أن تكون له حياة في ذاته،27 وأعطاه سلطانا أن يدين أيضا، لأنه ابن الإنسان. (انظر يو5: 22-27) .
ولذلك فإنه أخذ السفر المختوم بسبعة ختوم، وخرّ أمام الخروف الأربعة الكائنات الحية والأربعة والعشرون شيخاً. ولكل منهم قيثارات وجامات من ذهب مملوءة بخوراً هي صلوات القديسين. وكانوا يرنمون ترنيمة جديدة قائلين مستحق أنت أن تأخذ السفر وتفك ختومه لأنك ذُبحت واشتريتنا لله بدمك من كل قبيلة ولسان وشعب وأمة وجعلتنا لإلهنا ملوكاً وكهنة فسنملك على الأرض" (ع8-10).
إن ترنيمة الشيوخ، وهى تتفق مع حالة قديسين مُقامين، كانت ترنيمة جديدة، ليس لأن الفداء كان شيئاً جديد الإعلان، بل لأنه تم وتحققت صورته النهائية، وصارت نتائجه المجيدة منظورة في السماء. وفداء الجسد بالقيامة قد تم الآن، ويُرى القديسون ممجدين في السماء، والخروف يقوم وحده بتحقيق الفداء بالقوة على الأرض. ولهذا جاءت الترنيمة آلتي تشيد بتتميم مقاصد الله العظيمة.
ويُرى القديسون في هذا المنظر، يتخذون صفة الكهنة والملوك - كهنة إذ يحملون في أيديهم بخور صلوات القديسين الذين هم في عوز ومضطهدين على الأرض، وملوك لأنهم سيملكون مع المسيح على الأرض.
ومن الـمُلذ أن نلاحظ أن هذه الترنيمة رنمها المفديون السماويون (ع9) ثم بعدهم صوت الملائكة " ونظرت وسمعت صوت ملائكة كثيرين حول العرش والحيوانات والشيوخ، وكان عددهم ربوات ربوات وألوف ألوف،12 قائلين بصوت عظيم: مستحق هو الخروف المذبوح أن يأخذ القدرة والغنى والحكمة والقوة والكرامة والمجد والبركة! " (ع11، 12)
وأخيراً نسمع الخليقة كلها تضم صوتها " وكل خليقة مما في السماء وعلى الأرض وتحت الأرض، وما على البحر، كل ما فيها، سمعتها قائلة:«للجالس على العرش وللخروف البركة والكرامة والمجد والسلطان إلى أبد الآبدين 14 وكانت الحيوانات الأربعة تقول:«آمين». والشيوخ الأربعة والعشرون خروا وسجدوا للحي إلى أبد الآبدين.(ع13، 14).
ولكن هناك اختلاف كبير بين سجود الملائكة وسجود المفديين. فالملائكة ترنم لطاعته للموت، وتعرفه كالـحَمَل المذبوح الذي استحق أن يأخذ المجد والبركة، ولكنهم لا يذكرون في ترنيمتهم شيئاً عن الفداء - ذلك لأنهم لم يكن لهم التمتع بالتطهير بالدم. والشيوخ من ناحية أخرى، رأوا عمل الفداء الذي تم في الصليب، لذلك هتفوا للخروف أنه مستحق. فقد اختبروا هم أنفسهم قيمة فداء المسيح الأبدي.
كم هو مبارك لنا الآن أن نتوقع هذه الترنيمة الكونية.