" فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ سَاكِنٌ فِيَّ، أَيْ فِي جَسَدِي، شَيْءٌ صَالِحٌ. لأَنَّ الإِرَادَةَ حَاضِرَةٌ عِنْدِي" (رو 7: 18 )
" يَا رَبُّ، بِالْغَدَاةِ تَسْمَعُ صَوْتِي. بِالْغَدَاةِ أُوَجِّهُ صَلاَتِي نَحْوَكَ وَأَنْتَظِرُ." (مز 5: 3 )
1 - لو أردت أن تعيش تعيساً متمركزاً حول ذاتك، انظر بداخلك.
2 - لو أردت أن تتحير وينتابك القلق، انظر حولك.
3 - لو أردت أن تعيش سعيداً وتصفو حياتك، انظر إلى فوق، إلى الرب.
والآن دعنا نركز تأملاتنا في العبارة الأولى. فنحن عندما نضع نفوسنا نصب أعيننا، سنجد كل ما يدعو للحزن والمرارة. وهذا هو اختبار كاتب رومية7. فضمير المتكلم "أنا" يتكرر كثيراً جداً في هذا الإصحاح، ولذا نجد هناك نغمة الحزن والأسى.
يقول الكاتب "حينما أريد أن أفعل الحسنى (أجد) أن الشر حاضر عندي" (ع21). وأيضاً قوله "ويحي أنا الإنسان الشقي، مَنْ ينقذني من جسد هذا الموت" (ع24). فعندما ننظر إلى ذواتنا وننتظر أي صلاح أو خير يخرج من الجسد، فإننا بكل تأكيد لن نجد أي صلاح في نفوسنا. وإذا "حسَّن صوته فلا تأتمنه. لأن في قلبه أي صلاح في نفوسنا. وإذا "إِذَا حَسَّنَ صَوْتَهُ فَلاَ تَأْتَمِنْهُ، لأَنَّ فِي قَلْبِهِ سَبْعَ رَجَاسَاتٍ." (أم 26: 25 ) .
فعبثاً نحاول إيجاد ما يسر أو يُشبع قلب الله في نفوسنا الرديئة. فلا يمكن أن نجتني الفرح أو القوة من المشغولية بذواتنا، بل في هذه الفرصة سيجد العدو ثغرة ليذكرنا بكل ضعفاتنا وفشلنا وكل الاختبارات الماضية المؤلمة. صحيح أنه من اللائق أن نستفيد من اختبارات الماضي والسقطات والزلات، لنتعلم بالنعمة بعد ذلك أن نجتنبها، إلا أنه ليس من اللائق أن نضع ضعفاتنا نصب أعيننا أو حتى نجاحنا الروحي أو الاختبارات المجيدة، فهذه أيضاً مشغولية بالذات. ولكن مع الرسول بولس نقول " أَيُّهَا الإِخْوَةُ، أَنَا لَسْتُ أَحْسِبُ نَفْسِي أَنِّي قَدْ أَدْرَكْتُ. وَلكِنِّي أَفْعَلُ شَيْئًا وَاحِدًا: إِذْ أَنَا أَنْسَى مَا هُوَ وَرَاءُ وَأَمْتَدُّ إِلَى مَا هُوَ قُدَّامُ، 14 أَسْعَى نَحْوَ الْغَرَضِ لأَجْلِ جَعَالَةِ دَعْوَةِ اللهِ الْعُلْيَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ." (فى3: 13، 14).
ولكن النظر للرب يجعلنا تلقائياً ننسى ذواتنا، ونعطى مجالاً للروح القدس في حياتنا لكي يشغلنا بالمسيح خلال كلمة إلهنا، ونثبّت العين على رئيس الإيمان ومكمله " نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ، الَّذِي مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ، احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِينًا بِالْخِزْيِ، فَجَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ اللهِ." (عب 12: 2 ) .
إن مَنْ ينظر إلى الشمس، فإن ظله سيكون خلفه. وهذا معناه أن النظر إلى شمس البر - الرب يسوع المسيح، سيجعلنا لا ننشغل بظلنا أي بنفوسنا وذواتنا.