"فَإِنَّ سِيرَتَنَا نَحْنُ هِيَ فِي السَّمَاوَاتِ، الَّتِي مِنْهَا أَيْضًا نَنْتَظِرُ مُخَلِّصًا هُوَ الرَّبُّ يَسُوعُ الْمَسِيحُ" (فى3: 20)
إن "سيرتنا" أي جنسيتنا ووطننا الأصلي هو في السماوات. فحياتنا الحقيقية وآمالنا وامتيازاتنا هي في السماوات. ونحن هنا كسماويين ليس إلا سفراء نمثل وطننا الغالي الباقي. فالشعب السماوي هم رعايا السماء بالرغم من كونهم على الأرض.
في رسالة أفسس يُنظر إلينا نظرة تختلف تماماً عن رسالة فيلبى، ألا وهى أن الله أقامنا معاً وأجلسنا معاً في السماويات في المسيح" وَأَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ" (أف 2: 6 ) . فنحن متحدون برأسنا الكريم الجالس عن يمين الله في السماويات (أف 2: 6 ) .
فكل ما هو حق في المسيح هو أيضاً حق فينا. فيا لروعة الامتياز السامي! فهل نقدّر تماماً هذا الأمر المجيد؟ إننا الآن شرعاً جالسون مع المسيح في السماويات. إن هذا الامتياز المجيد تصحبه مسئولية عظيمة!
وفى رسالة كولوسي نتعلم أنه بينما نحن هنا في هذا العالم، إلا أن قلوبنا يجب أن تتعلق بالمسيح حياتنا في المجد. لأنه هو أيضاً حياتنا ونحن في هذا العالم. فنحن على الأرض، لكننا ننتمي بالكُلية إلى السماء، وهذا ما يجب أن يظهر في سلوكنا على الأرض كسماويين سالكين السلوك التقوى المرضى عند الرب " فَإِنْ كُنْتُمْ قَدْ قُمْتُمْ مَعَ الْمَسِيحِ فَاطْلُبُوا مَا فَوْقُ، حَيْثُ الْمَسِيحُ جَالِسٌ عَنْ يَمِينِ اللهِ. 2 اهْتَمُّوا بِمَا فَوْقُ لاَ بِمَا عَلَى الأَرْضِ، 3 لأَنَّكُمْ قَدْ مُتُّمْ وَحَيَاتُكُمْ مُسْتَتِرَةٌ مَعَ الْمَسِيحِ فِي اللهِ. 4 مَتَى أُظْهِرَ الْمَسِيحُ حَيَاتُنَا، فَحِينَئِذٍ تُظْهَرُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا مَعَهُ فِي الْمَجْدِ." (كو 3: 1 -4) .
ونقرأ في رسالة كورنثوس الأولى "كَمَا هُوَ التُّرَابِيُّ هكَذَا التُّرَابِيُّونَ أَيْضًا، وَكَمَا هُوَ السَّمَاوِيُّ هكَذَا السَّمَاوِيُّونَ أَيْضًا. " (1كو 15: 48 ) ، وأيضاً كما لبسنا صورة الترابي، سنلبس أيضاً صورة السماوي (1كو 15: 48 ) .
وهذا يذكّرنا بالمستقبل المجيد عندما تتغير أجسادنا أو تُقام على صورة جسد مجد المسيح " الَّذِي سَيُغَيِّرُ شَكْلَ جَسَدِ تَوَاضُعِنَا لِيَكُونَ عَلَى صُورَةِ جَسَدِ مَجْدِهِ، بِحَسَبِ عَمَلِ اسْتِطَاعَتِهِ أَنْ يُخْضِعَ لِنَفْسِهِ كُلَّ شَيْءٍ." (فى3: 21) .
ومن الجميل أن نعرف أن كل ما لنا أصبح سماوياً، ولا علاقة لنا بالأرضيات على الإطلاق. فنحن نتعامل مع "الآب السماوي" " فَهكَذَا أَبِي السَّمَاوِيُّ يَفْعَلُ بِكُمْ إِنْ لَمْ تَتْرُكُوا مِنْ قُلُوبِكُمْ كُلُّ وَاحِدٍ لأَخِيهِ زَّلاَتِهِ " (مت 18: 35 ) ، ونقرأ كثيراً عن "أورشليم السماوية" (مت 18: 35 ) ، وعن "ملكوته السماوي" (مت 18: 35 ) ، وعن "الدعوة السماوية" (مت 18: 35 ) ، وعن "الموهبة السماوية" (مت 18: 35 ) ، وأيضاً أننا ننتظر "وطناً سماوياً" (مت 18: 35 ) .
هل نقدِّر أيها الأحباء هذه الامتيازات السماوية والبركات الجزيلة؟