"صَوْتُ حَبِيبِي. هُوَذَا آتٍ طَافِرًا عَلَى الْجِبَالِ، قَافِزًا عَلَى التِّلاَلِ" ( نش 2: 8 )
إن يوم الحصاد البهيج قريب، وعين الإيمان ترى العلامات. ومتى قرب الربيع يتساقط ورق التين وتزهر الكروم ويتعطر الهواء برائحتها. فهل ترانيم تسبيحنا وأناشيد سرورنا توافق قلب ربنا القادم إلينا سريعاً؟ إن نفسه في حنين إلى عروسه، وها نحن سمعنا صوته ينادينا، ورغبة إله الرجاء أن يملأ قلوبنا بالفرح والسلام في الإيمان. طال صبره وهو ينتظر ثمرة تعبه، ولذلك فإنه يقول: "قومي يا حبيبتي يا جميلتي وتعالي". سيفرح بنا فرحاً، ويستريح في محبته.
فنحن أعزاء جداً على قلب الرب الذي يغمرنا بتعبيرات شوقه ليستنهض حبنا له. وكلما ازدادت خبرتنا به، وتعرفنا عليه، وكنا له صادقين، وفي مجده متفرسين بوجه مكشوف، نتغير بالرب الروح من مجد إلى مجد، إلى اليوم الذي سيغيرنا فيه إلى صورته ويعطينا المجد الذي أخذه من الآب، حتى عندما يأتي ليتمجد في قديسيه ويتعجب منه في جميع المؤمنين، سنسطع ببهائه وجمال مجده وتصبح ترنيمتنا ترنيمة محبة مستديمة، ويصير تسبيحنا تسبيحاً متصلاً لا انقطاع فيه.
والرب سيحفظنا إلى يوم مجيئه في أمان ويخبئنا في محاجئ الصخر، فلا تمتد إلينا يد الأذى ولا ينزل بنا سوء، فما لنا ننحني تحت الهم بينما حياتنا مُستترة مع المسيح في الله، ونفوسنا في ستر المعاقل؟ ليتنا بالإيمان نرفع عيوننا فنُعاين جماله ونصغي لنغمات صوته الرخيم فتشبع نفوسنا كما من شحم ودسم، ويصبح هو الكل في الكل لنا.