"اشْكُرُوا فِي كُلِّ شَيْءٍ، لأَنَّ هذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ اللهِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ مِنْ جِهَتِكُمْ" ( 1تس 5: 18 )
إذا كان الرب يسوع يحرضنا بفم رسوله قائلاً "اشكروا في كل شيء" فهو لا يطلب منا شيئاً لم يفعله هو، إذ يجب أن لا يغيب عن بالنا أنه اجتاز في هذا المشهد وتجرّب في كل شيء مثلنا بلا خطية.
تأملوه في (متى11: 16-30 ) مُجرباً من ذلك الجيل المتقلب الذي لم يؤمن به بعد كل أعمال محبته ومعجزات قوته. ولا ريب أن ذلك الظرف كان كافياً أن يحزن أي واحد إذ تضيع كل أتعابه باطلاً بحسب الظاهر. ولكن كيف تصرف الرب إزاء كل هذا؟ وإذا رجعنا إلى (لوقا10: 21 ) حيث يسرد نفس الحادثة، نجد أيضاً أنه قد "تهلل يسوع بالروح".في ذلك الوقت أجاب يسوع وقال: "أَحْمَدُكَ أَيُّهَا الآبُ، رَبُّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، لأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هذِهِ عَنِ الْحُكَمَاءِ وَالْفُهَمَاءِ وَأَعْلَنْتَهَا لِلأَطْفَالِ. نَعَمْ أَيُّهَا الآبُ، لأَنْ هكَذَا صَارَتِ الْمَسَرَّةُ أَمَامَكَ".
ولنلاحظ القول "أجاب يسوع وقال أحمدك". علام أجاب؟ إنه كان يرى هنا كما في كل الظروف المؤلمة يد أبيه ويسمع صوته يقول: هذه مني، فيُجيب قائلاً "أحمدك أيها الآب رب السماء والأرض لأن هكذا صارت المسرة أمامك". فالآب رب السماء والأرض الذي له السلطان على كل شيء، هو الذي أمر بهذه الظروف المؤلمة ولذلك يقبلها الرب يسوع بشكر.
وأنت أيضاً إخضع إرادتك لأبيك فتشعر براحة كبيرة من ثقل كل ظرف مؤلم وتحس بقوة متجددة في نفسك، وتفرح في الروح في كل مرة تُجيب الله فيها قائلاً "أحمدك أيها الآب لأن هكذا صارت المسرة أمامك".
يا لها من راحة نشعر بها عندما نعلم أنه مهما كانت صعوبة الظرف، فإن المشيئة الإلهية التي رتبته لم تخطئ.