" أَنَّهُ أَشْبَعَ نَفْسًا مُشْتَهِيَةً وَمَلأَ نَفْسًا جَائِعَةً خُبْزًا " ( مز 107: 9 )
لا يجد الله سروره وشبعه إلا في يسوع المسيح. ولو فتشنا في كل مكان في هذا العالم، لن نجد ما يشبع قلوبنا سوى الرب يسوع. وإذا امتلأ القلب بشخص الرب يسوع وما فيه من بركة ودسم، لا يعود يشتهي شيئاً من شهواته.
وإن أردت أن تعرف السبب الذي يجعل المؤمن سعيداً في الحياة وفي الممات، فهو أن المسيح الذي له الآن، هو هو المسيح الذي سيكون له في السماء. لقد وصل المؤمن شرعاً إلى بيته حيث يوجد فعلاً ذلك الشخص الذي أحبه وعرفه.
والحقيقة هي أن قلب المؤمن أكبر من كل العالم، ولن يستطيع العالم أن يملأه. ولكن قلب المؤمن أصغر بكثير من المسيح الذي يملأ السماوات والأرض. فإذا حلّ المسيح بالإيمان في قلب المؤمن، فهو يملأه ويفيض.
"كلمتكم بهذا لكي يثبت فرحي فيكم". لم يكن للرب فرح في هذا العالم، بل كان فرحه الكامل في الآب. كان فرحه أن يُثمر لمجد الله، لذلك هو يريدنا أن نأتي بثمر لكي يتمجد الآب. إنه يريد أن يجعل فرحنا هنا على الأرض فرحاً كاملاً ـ فرحاً ليس من العالم بل من صنف فرحه هو. إن رغبة قلبه أن يكون لنا فرحه هو.
إن مَنْ لا يعرف المسيح، إما أن يكون ذا قلب محزون كئيب، أو أن يكون ذا قلب يسعى إلى الحزن والكآبة وراء أمور هذا العالم الباطلة. وإذا كانت محبة المسيح لا تملأ قلبي، فلا بد أني سأسعى إلى الشبع في شيء آخر أو مكان آخر. قد ينصّب قلبي وراء العمل والمكسب، ولكن إن غمرت محبة المسيح قلبي، فسوف تجري منه أنهار ماء حي تغمر وتفيض.
والعالم من حولنا يدرك أن الله يشغل مركز الدائرة. لأن القلب لا يكون مكمداً، بل متهللاً في الله وشبعاناً به.