"وَكَمَا رَفَعَ مُوسَى الْحَيَّةَ فِي الْبَرِّيَّةِ هكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يُرْفَعَ ابْنُ الإِنْسَانِ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. "( يو 3: 14 ،15)
بما أنك تقدِّر قيمة روحك الخالدة، دعني أتوسل إليك أن تمحو من قلبك كل شيء تظن خطأ بأنه يساعدك على الخلاص. حوِّل نظرك إلى المسيح فقط كما حوَّل الإسرائيلي المحتضر نظره إلى الحية النحاسية لا غير. انظر إلى ذلك المخلص المجيد الذي عيّنه الله، الذي سُمّر مرة فوق خشبة، الذي خرج من جنبه المطعون ذلك الدم الذي يستطيع وحده أن يفدي النفس، علِّق كل آمالك الزمنية والأبدية على مَنْ جاد بالدم الثمين، وعليه وحده.
تأمل، إن "نظرة واحدة" كانت كافية لأن تشفي الإسرائيلي من لدغة الحية، لا بل كانت كافية لأن تمكّنه من أن يثب واقفاً على قدميه كأنه لم يُلدغ. كذلك نظرة إيمان واحدة بالرب تستطيع أن تزيل حمل الخطايا، لا بل تدفنه إلى الأبد في بحر غفران الله، وعندئذ يتلاشى كل خوف من الغضب وينال الخاطئ الحياة الأبدية.
نظر الخاطئ الإسرائيلي قديماً فعاش، وهكذا الآن ينظر الخاطئ المُثقّل بالخطية التي تهدده بغضب الله، ينظر خلفه بالإيمان إلى ذلك المنظر الرهيب في الجلجثة، حيث تألم يسوع البار من أجل الأثمة الفجار، ينظر إلى يسوع، هناك دفعته المحبة المجانية إلى أن يخفي مجده، ويحمل في جسده البار دينونة الإنسان الساقط، وإذ يؤمن هذا الخاطئ بأن الله أقام يسوع من الأموات ينال الحياة الأبدية.
أيها القارئ ألا تؤمن؟ الله لا يطلب منك سوى هذا، إنه يتوق إلى أن يخلصك، وما أبهى أن تجد الله يشتاق إلى خلاص الخاطئ! إن الذي نزل برحمته ليخلص إسرائيل المُذنب في البرية، قد أرسل ابنه الوحيد لكي يتألم بالنيابة عن الخاطئ ويحمل دينونة خطاياه، وهو مستعد لأن يمحو خطايا كل مَنْ يقبل هذا الابن كمخلصه. هل تقبل خلاص الله على الطريقة التي عيَّنها هو؟ غير مطلوب منك أن تخلص نفسك أو تساعد غيرك في خلاصها. إن الرب يسوع المخلِّص الكامل قد أعد خلاصاً لجميع الذين يؤمنون به.