للتنمية الروحية

عمل الروح القدس في الفرد

"إذ آمنتم خُتمتم بروح الموعد القدوس الذي هو عربون ميراثنا لفداء المقتنى"(أف 1: 13)

يعلن الكتاب بوضوح أن الإيمان بالمسيح يؤدي مباشرة إلى سُكنى الروح القدس "إذ لم تأخذوا روح العبودية أيضا للخوف، بل أخذتم روح التبني الذي به نصرخ: يا أبا الآب"(رو8: 15). والله، بالروح القدس، يحيا ويعمل في كل مؤمن.

قد وعد الرب تلاميذه قبل أن يتركهم بأنه سيرسل لهم معزياً آخر ليمكث معهم إلى الأبد "وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزيا آخر ليمكث معكم إلى الأبد"(يو 14: 16). ويجب أن نوضح أمرين: "معزي". الكلمة هنا تعني حرفياً (شخص يذهب إلى آخر لإعانته). و"آخر" هذه الكلمة تعني (آخر من نفس النوع) وليس مختلفاً.

عندما كان الرب يسوع بجانب تلاميذه، كان يعينهم وهو يَعِد هنا أن الروح القدس سيقوم بنفس العمل لنا اليوم. الروح القدس هو العامل في الولادة الثانية "أجاب يسوع:الحق الحق أقول لك: إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله. المولود من الجسد جسد هو، والمولود من الروح هو روح.
لا تتعجب أني قلت لك: ينبغي أن تولدوا من فوق. الريح تهب حيث تشاء، وتسمع صوتها، لكنك لا تعلم من أين تأتي ولا إلى أين تذهب. هكذا كل من ولد من الروح( يو 3: 5 -8)،

وسُكناه في كل مؤمن يختم المؤمن لله. وهكذا فإن كل مؤمن يحمل علامة إفرازه لله، كما يؤكد الختم الملكي على وثيقة ما أنها وثيقة الملك. وينشئ الروح القدس داخل كل مؤمن الإحساس بأنه ابن لله، فيمكننا في تمام فرح العلاقة العائلية أن نهتف "يا أبا الآب" "لأن كل الذين ينقادون بروح الله، فأولئك هم أبناء الله.إذ لم تأخذوا روح العبودية أيضا للخوف، بل أخذتم روح التبني الذي به نصرخ: يا أبا الآب الروح نفسه أيضا يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله"(رو 8: 14 -16).

وبينما يُعلن الروح القدس، المسيح للمؤمن "وأما متى جاء ذاك، روح الحق، فهو يرشدكم إلى جميع الحق، لأنه لا يتكلم من نفسه، بل كل ما يسمع يتكلم به، ويخبركم بأمور آتية ذاك يمجدني، لأنه يأخذ مما لي ويخبركم"(يو 16: 13 ،14)، فهو يفتح له كل كنوز الله المذخرة لنا في المسيح، وهى ليست الآن لكن في الأبدية أيضاً. فالروح القدس هو عربون ميراثنا .

يتجه الكثيرون منا لله في أوقات الأزمات العصيبة، لكننا لا نقدر أن نعبِّر عن عُمق احتياجنا، فيقوم الروح القدس بتقديم الاحتياجات لله شافعاً فينا " ولكن الذي يفحص القلوب يعلم ما هو اهتمام الروح، لأنه بحسب مشيئة الله يشفع في القديسين"(رو 8: 27 ). ويجب أن يكون عمل الروح القدس ظاهراً في كل مؤمن " وأما ثمر الروح فهو: محبة فرح سلام، طول أناة لطف صلاح، إيمان .وداعة تعفف. ضد أمثال هذه ليس ناموس.(غل 5: 22 ،23).

لقد ظهر ثمر الروح - المحبة، والفرح، والسلام، طول الأناة، اللطف، الصلاح، الإيمان، الوداعة، والتعفف - ظهرت كاملة في المسيح. هل الله يعمل فيَّ بالروح القدس ليجعلني أكثر شبهاً بالمسيح؟ يا له من سؤال! لا نجد أبداً الكتاب يتكلم عن الملء بالروح كبركة ثانية، لكن الملء بالروح هو من خصائص السلوك المسيحي "وإمتلأ الجميع من الروح القدس، وابتدأوا يتكلمون بألسنة أخرى كما أعطاهم الروح أن ينطقوا "( أع 2: 4 - أف5: 18). إذا كان لدينا وعاء ممتلئ إلى نصفه بالحجارة، فعلينا أن نفرغه منها أولاً إن كنا نريد أن نملأه تماماً بالماء.

كم نحتاج إلى مزيد من الحرص لأنه بالكلام الرديء والمرارة والخبث، نحن نُعيق ونُحزن الروح القدس "لا تخرج كلمة ردية من أفواهكم، بل كل ما كان صالحا للبنيان، حسب الحاجة، كي يعطي نعمة للسامعين. ولا تحزنوا روح الله القدوس الذي به ختمتم ليوم الفداء. ليرفع من بينكم كل مرارة وسخط وغضب وصياح وتجديف مع كل خبث" ( أف 4: 29 -31)، وقد نُطفئ الروح أيضاً "لا تطفئوا الروح"( 1تس 5: 19 ).


طباعة   البريد الإلكتروني

أحدث الاضافات

logo

المقر الرئيسي - جمعية شبرا

العنوان : 12 ش قطة – شبرا- القاهرة

التليفون : 27738065 2 02+

بريد الالكتروني : عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

تجدنا في الفيسبوك

الانضمام إلى قائمة المراسلات

ادخل بريدك الإلكتروني للاشتراك في قائمة البريد الإلكتروني

الرجاء تعبئة الحقول المطلوبة.
الرجاء تعبئة الحقول المطلوبة.

بحث...