" فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع أيضا "(في 2: 5)
يتطلع الكثيرون ، مع بدء العام الجديد، إلي حياة أفضل و يقطعون عهودا جديدة ، يتخذون قرارات محددة مثل التخلي عن العادات غير المفيدة ، الاستفادة من الوقت والتكريس لخدمة الله بصورة أفضل
ويطلب الرسول بولس ، أن يكون لنا الفكر الـذي في المسيح
" فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع أيضا 6 الذي إذ كان في صورة الله، لم يحسب خلسة أن يكون معادلا لله. 7 لكنه أخلى نفسه، آخذا صورة عبد، صائرا في شبه الناس. 8 وإذ وجد في الهيئة كإنسان، وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب. 9 لذلك رفعه الله أيضا، وأعطاه اسما فوق كل اسم
10 لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض، 11 ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب.
(في 2: 5-11)
1. الشاب المليونير
ولد وليم بوردن عام 1887 لأسرة ثرية جدا ، تمتلك شركة منتجات الألبان العملاقة بأمريكا. كانت أمه تعرف الرب يسوع كمخلص شخصي لها ، فأنشأت ابنائها في الكنيسة في مخافة الرب. واختبر وليم بوردن خلاص المسيح وصار ابنا لله بسبب تردده علي الكنيسة
2. العالم الشرير
في عام 1904 تخرج وليم في المدرسة الثانوية و كانت مكافأة التخرج، رحلة حول العالم. سافر المليونير الشاب ، وريث شركة بوردن إلي أوربا واسيا والشرق الأوسط للترفيه. لكن الرب كان له قصد أخر من الرحلة. أثناء الرحلة شعر وليم بتثقل شديد نحو مأسي البشرية وضياع العالم المضطرب الشرير. في خطاب كتب وليم لأسرته “أنا أشعر بدعوتي للعمل المرسلي وسوف أكرس حياتي لخدمة الصين الشمالية”. وعقب أتخاذه هذا القرار، كتب في الصفحة الاولي لكتابه المقدس “لا تحفظات No Reserves” كان بالحق يمتلك العزيمة للعمل المرسلي وصار شوقه تحقيق هذا الهدف بدون تحفظ أو شرط. نظر وليم إلي الرب يسوع مثلنا الأعلى الذي لم يحتسب لشيء ولا لثمن مهما كان باهظا. وهو المعادل لله الذي تعبده الملائكة. جاء إلي العالم ليفدي الخطاة. بدون تردد أو تحفظات
ليتنا لنا نفس الفكر لنطيع الله بالكامل. لنطرح جانبا العوائق سواء المادية من بيوت أو ممتلكات ، او الشخصية أو الرغبات أو الاتجاهات قد يردد الشخص لنفسه “إن كنت لا أعتني بنفسي فمن سيهتم بي”. هناك عوائق أخري مثل الخوف من الفشل أو الرفض. دعنا نطرح الكل ونتخلى عن كل نفيس ونسلًم ذواتنا لخدمة الرب بدون عوائق و نتبع الله بدون تحفظات
3. افضل تقرير
طرح بودرن كل نفيس عند أفدام المسيح بلا تحفظات. وفور إتمام تعليمه الجامعي في جامعة ييل المرموقة، انهالت عليه عروض العمل المغرية . وكانت أمامه فرصة مشاركة أسرته في أدارة شركة بوردن ، لكنه كان قد ثًبت وجهه نحو الهدف ولا يوجد مجال للتردد أو التراجع و كتب العبارة الثانية التي دوًنها في كتابه المقدس ” لا تراجع No Retreats” وكان يقتدي بالرب يسوع، الذي " وحين تمت الأيام لارتفاعه ثبت وجهه لينطلق إلى أورشليم، "
( لو 9 : 51 ) ذهب إلي صليب الجلجثة بخطوات راسخة و صلي للآب في جثماني " لتكن لا إرادتي بل إرادتك" ( لو 22 : 42) يسجل لنا البشير لوقا عزم المسيح وتصميمه للذهاب إلي الجلجثة . وكذلك يوصينا الرسول بولس أن يكون لنا نفس الفكر ونفس الاتجاه. دون تراجع أو تأرجح. هل نستطيع أن نقرر ونحن نكرر كلمات الترنيمة “صممت أن اتبع يسوع، اتبع يسوع بلا رجوع "عطفت قلبي لأصنع فرائضك إلى الدهر إلى النهاية." ( مز119: 112)
4. حسم المصير
بعد أن أرسي البحار هرنان كورتيس اسطوله قبالة شواطئ “فيرا كروز” المكسيكية في عام 1519 ، قام بحرق 11 سفينة بحرية عمدا ، لكي لا يفكر المرافقون له في الهرب أو الرجوع، ليجبرهم علي التقدم إلي الأمام في إصرار لتحقيق الانتصار.
ونحن نتبع الرب يسوع ، يتطلب الأمر منا أن نتمسك بالعزيمة والتصميم علي أن نقدم ذواتنا ذبيحة حيًة لله بدون قيد أو شرط.
5. العمل الأخير
بعد انتهاء بوردن من دراسة العمل المرسلي بجامعة برنستون اللاهوتية ، عمل تجهيزات رحلته التبشيرية إلي الصين. توقف في مصر لبضعة أشهر ليدرس الثقافات واللغات الشرقية. لكن في فترة تواجده في القاهرة، اصيب بالالتهاب السحائي. وإذ أدرك عدم الشفاء، أخذ كتابه المقدس وكتب “لا ندم No Regrets”
بعد أيام قليلة توفي بودرن عن عمر 25 عام في هدوء ، بدون أي ندم أو لوم ودفن في مصر عام 1913.
أخلي المسيح نفسه أخذا صورة عبد ، وإذ وجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتي الموت موت الصليب بدون أي ندم.
يحثنا الرسول بولس أن يكون لنا نفس الفكر ونترك كل ثمين ونحن نتبع الرب يسوع. .ويؤكد لنا أن كان ما نقاسيه من آلام في الحياة الحاضرة لا يقاس بالمجد العتيد أن يستعلن فينا " فإني أحسب أن آلام الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد أن يستعلن فينا. " (رو 8: 18)
“لآن خفة ضيفتنا الوقتية ،تنشئ لنا أكثر فأكثر ثقل مجد أبدي " (2كو 4: 17-18). "إلهنا أمين لا ينسي تعب المحبة " (عب 6: 10-12)
6. الندم المرير
ذهب الطبيب السير وليفرد جرنفيل إلي مقاطعة لبرادول كمرسل طبي وقاسي هناك الكثير من المتاعب وعندما سأله مودي هل تشعر بالندم؟ أجاب : الندم المرير الذي اشعر به هو عندما يأتي شخص إلي المسيح وينال الغفران ولا يكرز بالمسيح المخلص.
7. الثمر الوفير
بوردن وجرنفيل وكثيرون غيرهما اثمروا كثيرا إذ وضعوا حياتهم لخدمة الله في ثلاث عبارات (لا تحفًظات، لا تراجع، لا ندم)
“No Reserves, No retreats, No Regrets”
ماذا عنك ؟ هل تخدم الله بدون تحفظات، بدون تراجع وبدون ندم
هل اختبرت التسليم الكامل لله في حياتك.؟
تأكد أولا أنك اختبرت من هو الله ، الله كلي القدرة وجدير بطاعتنا بدون تحفظ ، هو الذي يمنحنا كل موهبة كاملة هو النور الذي لم تدركه الظلمة. عندما تحصرنا محبة الله، لن يوجد ندم ولا تردد. فقوة الله تؤيد خطواتنا. حضور الله يضمن نجاحنا. لنتذكر أن التلاميذ يصنعون ولا يولدون.