"وأما أنتم أيها الأحباء فابنوا أنفسكم على إيمانكم الأقدس، مصلين في الروح القدس " (يه 1 : 20)
"وأما أنتم أيها الأحباء فابنوا أنفسكم على إيمانكم الأقدس، مصلين في الروح القدس،21 واحفظوا أنفسكم في محبة الله، منتظرين رحمة ربنا يسوع المسيح للحياة الأبدية.22 وارحموا البعض مميزين،23 وخلصوا البعض بالخوف، مختطفين من النار، مبغضين حتى الثوب المدنس من الجسد." (يه 1: 20 -23)
نجد في الأعداد من 20-23 من رسالة يهوذا، صورة المسيحي المثالي وصورة أخلاقه وصفاته في الأوجه الخمسة الآتية:-
(1) يجب أن يكون بكل ورع دارساً ومتأملاً في كلمة الله إذا أراد أن يبنى نفسه على إيمانه الأقدس " 3 أيها الأحباء، إذ كنت أصنع كل الجهد لأكتب إليكم عن الخلاص المشترك، اضطررت أن أكتب إليكم واعظا أن تجتهدوا لأجل الإيمان المسلم مرة للقديسين. " (يه3) الموجود في الكتاب المقدس الموحى به من الله بالروح القدس.
(2) يجب أن يكون رجل صلاة "مصلياً في الروح القدس". يجب أن يكون له وقت ليتحدث مع الله الذي تحدث إليه في الكلمة المكتوبة. والصلاة في الروح القدس ليست صلاة الواجب أو الصلاة الشكلية أو مجرد تكرار كلمات، بل ننحني الصلاة المقودة بالروح القدس. وإننا مدعوون أن نصلى كل حين، ونصلى بلا انقطاع، ونصلى لأجل كل شيء. فليتنا ننتبه لهذا، ولنعلم أن الحياة القليلة الصلاة ننحني الحياة القليلة الثمر والفرح.
(3) يجب أن يكون واثقاً ومتكلاً ساكناً في نور الرعاية الإلهية "واحفظوا أنفسكم في محبة الله" .. يجب أن يخصص كل منا محبة الله لنفسه، وهذا يفترض بالضرورة ثقة عظيمة في الله. ويجب أن يفسر كل منا أعمال الله معه على أساس هذه المحبة غير المحدودة. وإذا حفظنا أنفسنا مغمورين بل ومحصورين بهذه المحبة، فلابد أن ينشئ فينا ذلك محبة عميقة لإلهنا وخدمة تاعبة لأجله " متذكرين بلا انقطاع عمل إيمانكم، وتعب محبتكم، وصبر رجائكم، ربنا يسوع المسيح، أمام الله وأبينا." (1تس 1: 3 ) ولأجل جميع القديسين.
(4) يجب أن يكون مملوءاً بالرجاء "منتظرين رحمة ربنا يسوع المسيح للحياة الأبدية". إن الرحمة تحتوى على المعونة كما على الشفقة. لنتطلع إلى تلك الرحمة وأي سنتمتع بها في كل كمالها عند مجيء الرب ليأخذنا إلى بيت الآب.
(5) يجب أن يكون رحيماً، فلا ينسى مسئولياته تجاه أولئك الذين مازالوا في خطاياهم "وارحموا البعض مميزين، وخلصوا البعض بالخوف مختطفين من النار" .. فيا ليت قلوبنا تتجه نحو البعيدين الذين نراهم من الآن في العذاب وسيذهبون إلى العذاب الأبدي إن لم يتوبوا عن خطاياهم ويؤمنوا بالمسيح إيماناً قلبياً حقيقياً. وعلينا، إذ نحن عالمون مخافة (رُعب) الرب أن نقنع الناس " فإذ نحن عالمون مخافة الرب نقنع الناس. وأما الله فقد صرنا ظاهرين له، وأرجو أننا قد صرنا ظاهرين في ضمائركم أيضا. " (2كو 5: 11 ) .