للتنمية الروحية

إيليا كرمز للمسيح

" له يشهد جميع الأنبياء أن كل من يؤمن به ينال باسمه غفران الخطايا." (أع 10: 43 )

جاء إيليا في زمن فشل الشعب مدفوعاً بغيرة مقدسة تسندها صلوات حارة سبقت ظهوره المفاجئ " اعترفوا بعضكم لبعض بالزلات، وصلوا بعضكم لأجل بعض، لكي تشفوا. طلبة البار تقتدر كثيرا في فعلها. 17 كان إيليا إنسانا تحت الآلام مثلنا، وصلى صلاة أن لا تمطر، فلم تمطر على الأرض ثلاث سنين وستة أشهر.18 ثم صلى أيضا، فأعطت السماء مطرا، وأخرجت الأرض ثمرها.(يع 5: 16 -18) "

( 1مل17) كرمز لربنا المعبود الذي جاء في "ملء الزمان" وقت خراب إسرائيل، خارجاً "من عند الآب".

لم يلقَ إيليا ترحيباً من أمته، فعاش غريباً بينهم ومرفوضاً. وهكذا عاش المسيح "يا رجاء إسرائيل، مخلصه في زمان الضيق، لماذا تكون كغريب في الأرض، وكمسافر يميل ليبيت؟ " (إر 14: 8 ) . وكما لم تلقَ رسالة "رجل الله" قبولاً لدى آخاب، لم تلقَ خدمة "ابن الله" ترحيباً من قادة الأمة ورجال الدين. عاش إيليا منفصلاً عن شرور أمته، فامتلك القوة الأدبية اللازمة لخدمته النبوية. والرب يسوع عاش بالانفصال الكامل عن شرور جيله أدبياً ودينياً. كان "الله الحي" هو مستند إيليا إذ نراه "يصلى بحرارة"، أما المسيح فهو المتكل الفريد على إلهه "أما أنا فصلاة" (إر 14: 8 ) .

بعد رفض إيليا، اتجه إلى امرأة أرملة في صرفة صيدا، الأمر الذي أشار إليه الرب في مجمع الناصرة " وقال: «الحق أقول لكم: إنه ليس نبي مقبولا في وطنه.25 وبالحق أقول لكم: إن أرامل كثيرة كن في إسرائيل في أيام إيليا حين أغلقت السماء مدة ثلاث سنين وستة أشهر، لما كان جوع عظيم في الأرض كلها،26 ولم يرسل إيليا إلى واحدة منها، إلا إلى امرأة أرملة، إلى صرفة صيداء "(لو 4: 24 -26) . وكما التقى إيليا مع أرملة صرفة بترتيب العناية الإلهية، فإن ذات العناية قادت خطوات المرأة السامرية إلى المسيح.

بدأ إيليا حديثه للمرأة بالقول "هاتى لي قليل ماء .. فأشرب" تماماً كما بدأ الرب حديثه مع السامرية "أعطيني لأشرب" (يو 4: 1 -26) . كانت الصورة الخارجية توحي بأن المرأة هي التي ستعول إيليا، لكن ما حدث هو العكس. وقد فهمت السامرية، بعد ذلك أن المسيح ليس بحاجة إلى ماء جرتها، بل هي التي تحتاج إلى "عطية الله" بالإيمان بشخصه الكريم.

مضى إيليا في خدمته مشواراً أبعد إذ أقام ابن الأرملة بعد موته. وسيدنا كما "كان لابد له أن يجتاز السامرة". كان ينبغي أن يُرفع على الصليب، ويذوق بنعمة الله الموت من أجل الخطاة.

ثم عاد إيليا لشعبه فالتقى بعوبديا. وبعد اختطاف الكنيسة ستحصل بقية من إسرائيل حسب اختيار النعمة " فكذلك في الزمان الحاضر أيضا قد حصلت بقية حسب اختيار النعمة. " " 25فإني لست أريد أيها الإخوة أن تجهلوا هذا السر، لئلا تكونوا عند أنفسكم حكماء: أن القساوة قد حصلت جزئيا لإسرائيل إلى أن يدخل ملؤ الأمم،26 وهكذا سيخلص جميع إسرائيل. كما هو مكتوب:«سيخرج من صهيون المنقذ ويرد الفجور عن يعقوب. (رو 11: 5 ، 25، 26).

ويختم (1مل18 ) باستعلان قوة ومجد خدمة إيليا أمام الكل وإبادة الأعداء، وقريب اليوم الذي فيه يُستعلن المسيح للكل بالمجد والقوة، ويبيد أعداءه بنفخة فمه.


طباعة   البريد الإلكتروني

أحدث الاضافات

logo

المقر الرئيسي - جمعية شبرا

العنوان : 12 ش قطة – شبرا- القاهرة

التليفون : 27738065 2 02+

بريد الالكتروني : عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

تجدنا في الفيسبوك

الانضمام إلى قائمة المراسلات

ادخل بريدك الإلكتروني للاشتراك في قائمة البريد الإلكتروني

الرجاء تعبئة الحقول المطلوبة.
الرجاء تعبئة الحقول المطلوبة.

بحث...