" لتكن أقوال فمي وفكر قلبي مرضية أمامك يا رب، صخرتي ووليي." (مز 19: 14 )
يلعب الذهن دوراً أساسياً في الحياة الروحية. ويصف الكتاب ذهن المؤمن أنه قد صار جديداً "وتتجددوا بروح ذهنكم، " (أف 4: 23 ) آي صارت له بعد الإيمان مقدرة جديدة على استقبال الأمور الإلهية بالشركة مع الله، الأمر الذي كان مستحيلاً قبل الإيمان "فأقول هذا وأشهد في الرب: أن لا تسلكوا في ما بعد كما يسلك سائر الأمم أيضا ببطل ذهنهم، 18 إذ هم مظلمو الفكر، ومتجنبون عن حياة الله لسبب الجهل الذي فيهم بسبب غلاظة قلوبهم. " (أف 4: 17 ، 18). وأيضاً "تنجس ذهنهم أيضاً وضميرهم" (أف 4: 23 ) والكتاب يوصى المؤمنين بالقول "تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم" (أف 4: 23 ) بتأثير كلمة الله ومبادئها السامية.
لكن للأسف يعانى كثير من المؤمنين من عدم القدرة على التحكم في أفكارهم، ويشكون من شرود الذهن وعدم التركيز عند قراءة الكتاب أو قضاء فرصة للصلاة أو في الاجتماعات. فما السبب؟ أعتقد للأسباب الآتية:
أولاً: هناك دور علينا أن نقوم به من جهة أفكارنا. يقول بطرس " لذلك منطقوا أحقاء ذهنكم صاحين، فألقوا رجاءكم بالتمام على النعمة التي يؤتى بها إليكم عند استعلان يسوع المسيح. " (1بط 1: 13 ) ، آي اضبطوا ذهنكم وتحكموا في أفكاركم ولا تدعوها تتجول بلا ضابط، وهذا تدريب علينا أن نقوم به دائماً، ولا نتذرع بأننا غير قادرين.
ثانياً: علينا أن نتبع المصادر آلتي تغذى الذهن بالأفكار والتخيلات العاطلة والنجسة لكي نوقفها ونمنعها. إن كل كتاب تقرأه عزيزي الشاب، وكل مجلة تتصفحيها عزيزتي الشابة، تترك في الذهن أفكاراً وانطباعات.
وماذا عن المؤمنين الذين يجلسون قدام الشاشة الصغيرة ليغذوا عقولهم بكل ما هو "أرضى نفساني شيطاني"؟ أبعد ذلك نستغرب من مهاجمة الأفكار الشريرة؟ كلا ياأحبائي ، فإن أذهاننا ينبغي أن تُحفظ نقية، وأفكارنا لابد أن نستأسرها كلها لطاعة المسيح. لذا علينا أن نصحو فلا نطالع كل مجلة، ولا نسترسل في قراءة آي كتاب، ولا نشاهد كل ما تقع عليه عيوننا، بل علينا أن نتحكم في ما يغذى ذهننا ولنستخدم الفلتر filter حتى نمنع الشوائب عن الوصول لأفكارنا وتلويثها.
"الفلتر الروحي" هو "كل ما هو حق ... كل ما هو مُسرّ، كل ما صيته حسن. إن كانت فضيلة وإن كان مدح ففي هذه افتكروا" <آي اشغلوا أفكاركم دائماً> " أخيرا أيها الإخوة كل ما هو حق، كل ما هو جليل، كل ما هو عادل، كل ما هو طاهر، كل ما هو مسر، كل ما صيته حسن، إن كانت فضيلة وإن كان مدح، ففي هذه افتكروا. " (فيلبى4: 8) .