"فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا تَأَلَّمَ مَرَّةً وَاحِدَةً مِنْ أَجْلِ الْخَطَايَا، الْبَارُّ مِنْ أَجْلِ الأَثَمَةِ، لِكَيْ يُقَرِّبَنَا إِلَى اللهِ، مُمَاتًا فِي الْجَسَدِ وَلكِنْ مُحْيىً فِي الرُّوحِ" (1بط 3: 18 )
نعم أنا أعلم أنى خاطئ، وأعلم أن خطاياي أكثر من شعر رأسي في عددها وأشد سواداً من الليل في ظلمتها، وأعلم أنى بسبب خطية واحدة منها أستحق نار العذاب إلى الأبد. وأعلم، لأن كلمة الله تقول ذلك، إن خطية واحدة لا يمكن أن تدخل إلى حضرة الله.
هذا كله أعلمه بناء على ما أعلنته لي كلمة الله الثابتة والتي لا ريب فيها البتة. ولكن إدراك خرابي هذا، لن يريحني بل لابد أن أعلم وأستريح تماماً أن المسيح تألم مرة واحدة من أجل الخطايا البار من أجل الأثمة.
وهذا الحق هام جداً لسلامة النفس الـمُتعبة، وهو الحق الذي يتوقف عليه مقام المسيحي بجملته. وغير ممكن للنفس التي تنبهت لحقيقة خرابها، ولا للضمير الذي استنار روحياً، أن يتمتع بسلام الله الحقيقي إلا متى قَبِل هذا الحق الثمين بالإيمان البسيط، إذ يجب أن أعلم من كلمة الله أن جميع خطاياي قد مُحيت إلى الأبد من أمام وجه الله، وأن الله هو بنفسه قد طرحها بكيفية تضمن حفظ مطاليب عدالته وحقه بدون أن تمس كرامته، وأنه قد مجّد ذاته في محو خطاياي بما هو أسمى وأعجب مما لو ألقاني في جهنم النار بسببها.
نعم. قد صنع الله ذلك بنفسه، وهو الذي وضع خطايانا على الرب يسوع، ثم أعلن لنا ذلك في كلمته بحيث صار لنا مستنداً إلهياً، لأن الذي قال لا يستطيع أن يكذب. فالذي دبر المشورة هو الله، والذي نفذها هو الله، والذي أعلنها لنا هو الله. فالكل من الله من الأول إلى الآخر. وما علينا نحن سوى القبول والتسليم ببساطة الأولاد، لأني كيف أعلم أن الرب يسوع قد حمل خطاياي في جسمه فوق الخشبة؟ أعلم ذلك من نفس الكلمة التي أعلنت لي أن علىَّ خطايا يجب رفعها. فالله بمحبته الفائقة العجيبة يؤكد لي أنا الخاطئ المذنب المستحق نار جهنم، أنه قد أنهى بنفسه مسألة خطاياي جميعها وأبطلها بكيفية تضمن مجد اسمه إلى الأبد في الكون كله أمام جميع الخلائق. كما يؤكد أيضاً أنه بالتوبة والإيمان بكمال عمل المسيح على الصليب تُمحى كل خطاياك.
فهل أسرعت إليه بالتوبة والدموع والإيمان بشخصه الكريم وعمله المجيد، أم لازلت تئن تحت ثقل خطاياك؟ أسرع إليه الآن.