نعود إلى الوجه القبلي، وتحديداً إلى المنيا وربما تكون هي العاصمة الثانية للصعيد، إن صح التعبير.

كانت البداية في عام 1932م عندما زار الأخ رزق جاد الله مدينة المنيا واتصل بصديقه الشاب ( الراحل) الرس شاكر سيف واتفقا على تأسيس جمعية هناك، واستمرت الاجتماعات في مكان صغير ثم أنتقلت إلى مكان أوسع بجوار البوستة العمومية في منزل الراحل الأخ أخنوخ سمعان وكان يعاونه الراحل الأخ عطالله ناروز ولكن بعد انتقالهما أغلق الإجتماع.

وفي عام 1942 أنشئت جمعية باسم ((يقظة الشباب المسيحية)) في المكان نفسه ، وفي عام 1945 عرض الراحل الشيخ لويس بشرى عضو مجلس إدارة الجمعية آنذاك تعديل أسم الجمعية إلى جمعية خلاص النفوس، نظراً لأن جمعية خلاص النفوس بأسيوط كانت تشترك معهم في الغرض والخدمة ويمكن الإستفادة بخدامها وإخواتها.

وافق مجلس إدارة جمعية يقظة الشباب على تعديل أسم الجمعية إلى جمعية خلاص النفوس، وتم الأتصال بجمعية أسيوط، فحضر الإخوة رزق جاد الله وهلال يسى ورمسيس ونيس للتشجيع.

وفي عام 1948 حضر إلى المنيا خادم الرب الأخ رزق جاد الله وأقام لمدة عامين، وكانت الفترة من 1948 – 1950 حافلة باجتماعات الصلاة لا سيما في الصباح وكان يشجعها الأخ زكي جندي وأخرون كما كانت هناك زيارات وافتقادات كثيرة ومثمرة.

عقد أول مجمع في صيف العام نفسه خلف سراي صاروفيم ثم المجمع الثاني عام 1950 في  ملك السيد/ وديع جرجس والمجمع الثالث عام 1954 في ملك السيد/ مينا صاروفيم وكانت لكل هذه المجامع بركات وفيرة إذ تعرف كثيرون على الرب وتمتعوا بالحياة الجديدة.

بعد ذلك تم إستئجار أرض فضاء لإقامة اجتماعات صيفية منتعشة ومباركة وتم استعارة مقاعد من كنائس أخرى ولكن بسبب شكاية عدو الخير توقفت الإجتماعات، واستمر الإخوة في الصلاة حتى يؤؤل ذلك المكان ملكاً خاصاً لهم، وتقدم الإخوة (الراحلون) لمعى روفائيل وذكي كتكوت ولويس بشرى بدفع العربون سلفاً من مالهم الخاص وتم شراء الأرض بشارع عثمان وما أن وضعوا يدهم عليها حتى قام الجيران بثورة عارمة لكن الرب أسكتهم جميعاً دون أي تدخل بشرى أو رسمى.

واعتباراً من عام 1955 اشغل الإخوة بفكرة الإجتماعات المتخصصة أو الفئوية. وبناء عليه أقيمت اجتماعات خاصة بالشبان، وأخرى للشابات والفتيان والزهرات. وقد شاع هذا الأمر في بقية الإجتماعات شمالاً وجنوباً.

كان المكان مسقوفاً بالخيام وتم ذلك بواسطة الإخوة أنفسهم وقادهم في هذا الأمر الراحل الأخ شكري ويصا لما كان له من خبرة عملية، وأيضاً لخفض التكلفة بقدر الإمكان. وبعد عدة سنوات شرع الأحباء هناك في البناء ووضع الأساسات، وقد كانت بالأسلوب الهندسي والإنشائي المناسب والذي يسمح مستقبلاً بالإرتفاع عدة أدوار (تصميم الأخ الدكتور المهندس/ يحيى بشرى) . هاج عدو الخير وسرب إشاعات مغرضة أن كاتدرائية كبيرة سوف تقام في ذلك المكان ومن ثم توقف العمل رسمياً لفترة ما ، لكن الرب إستجاب للصلوات واستكمل البناء حتى أضحى صرحاً شامخاً يشهد عن عمل الله . وفي عام 2001 تم الحصول على ترخيص تعلية وكانت الجهات الرسمية المسئولة متعاونة جداً مما يدفعنا لتقديم الشكر لله ولهم. ولا ننسى أن نقدم الشكر أيضاً لإخوة المنيا عامة وللمسئولين هناك رسمياً و أمنياً وروحياً لأنهم يستقبلون المجامع السنوية في السنوات الأخيرة، ولذلك فإنهم يعدون المكان لإستيعاب أكبر عدد من الحضور والإقامة أيضاً، والرب معهم.

الإخوة الذين رأسوا مجلس إدارة جمعية المنيا هم الراحل الأخ ذكي كتكوت، ثم الراحل الأخ رمسيس لبيب، والراحل الأخ مكرم إسحق، وحالياً الأخ نجيب ميخائيل.

مشروع المنيا الجديد

منذ أن أبدأ العمل في إنشاء هذه المدينة ، تثقل المئولون في جمعية المنيا بمد الخدمة إلى هذه المدينة الرائعة لا سيما بالنسبة لموقعها الجغرافي، إذ ترتفع فوق سطح البحر بحوالي 150 متراً، مع سهولة الوصول إليها ولا تبعد كثيراً عن مدينة المنيا ذاتها، وقريبة من طريق القاهرة سوهاج الصحراوي الشرقي.

كما أنشغل بعض المسئولين بجمعيات خلاص النفوس والمهتمين بعمل الرب في الإستفادة من هذا الموقع المتميز بفكرة إنشاء صرح كبير يخدم كل الجمعيات ويقدم خدمة متعددة الجوانب للمجتمع المحلي هناك، وقد أبدوا إستعدادهم لتحمل مسئولية هذا المشروع وتمويله.

وبناء عليه، قرر مجلس إدارة جمعية المنيا الموافقة على هذا المشروع الكبير،وبدأت الإجراءات التنفيذية فعلاً ، كما تم فتح حساب خاص له في بنك الإسكندرية فرع المنيا رقم 39190/4، ويمكن لكل من يحثه الرب من أجل المساهمة في هذا المشروع أن يرسل تقدمته على الحساب المذكور أو بأسم الأخ / موسى جرجس موسى، جمعية خلاص النفوس 12 شارع قطة شبرا مصر رقم بريدي 11231، أو بأسم الأخ/ سمير ميخائيل غبور، جمعية خلاص النفوس بالمنيا ص.ب 8 فرعي المنيا.

والرب يؤازرنا بنعمته ولمجد اسمه العظيم.