20- هآنذا أرسلني

هأنذا ...جميل أن يدعو الله الإنسان لخدمته، و جميل أيضاً أن يلبي الإنسان الدعوة قائلاً "هأنذا" و التاريخ المقدس حافل بعينات من الخدمة تركت آثارها خالدة و مجيدة في سجل البشرية. و من الواضح أن الله لا يصل إلى الإنسان إلا عن طريق الإنسان. لذلك فهو يفتش عن الأواني التي يغمرها بفيض من إعلاناته المجيدة و قوته ليعلن بها مقاصده السامية، و مازال الرب إلى هذا اليوم يتلهف إلى أن يسمع من أي مؤمن كلمة "هأنذا" في تسليم كامل و ثقة أكيدة، عندئذ تنحدر بركات السماء بغنى و وفرة لتأدية الرسالة حسب قصد الله.

و لا شك أن كل ما جاء في كلمة الله لتعليمنا، فليس الكتاب المقدس كتاباً تاريخياً يسجل سير بعض الأشخاص، لكن أناس الله القديسين كتبوا مسوقين من الروح القدس ما نستطيع اليوم – بعد قرون مضت – أن نجد فيه دروساً ثمينة لحياتنا و حافزاً فعالاً لنمونا في النعمة. و سوف نتأمل في هذه الصفحات القليلة في عينة من هذه الإرساليات المجيدة، مصلين أن يبارك الرب هذه التأملات المختصرة لفائدة العاملين في كرم الرب لمجد اسمه الكريم.

المؤلف: رمسيس ونيس