16- الأمان واليقين والبهجة

في أية درجة أنت مسافر؟ ما أكثر تكرار هذا السؤال على ألسنة الناس و ها أنا أقدمه لك أيها القارئ العزيز.. لأنك بدون أدنى ريب – بل بكل يقين – أنت مسافر من هذه الحياة إلى الأبدية، ومن ذا الذي يدري مقدار قربك من النهاية!!!!! لذلك أسألك بكل محبة "في أية درجة أنت مسافر؟". لا يوجد إلا ثلاث درجات و ها أنا أصفها لك لكي يمكنك أن تمتحن نفسك في حضرة ذاك الذي معه أمرك:

 الدرجة الأولى: الذين خلصوا و هم يعرفون ذلك. 

الدرجـة الثانية: الذين ليس لديهم اليقين بخلاصهم لكنهم في قلق و رغبة في أن يخلصوا. 

الدرجـة الثالثة: الذين لم ينالوا الخلاص وليس ذلك فقط بل هم أيضاً غير مبالين بخلاصهم بالكلية. 

و ها أنا أكرر عليك السؤال المهم: "في أي درجة أنت مسافر؟" آه يا لحماقة بل يالجنون الذين لا يبالون بالأمور الأبدية. من عهد قريب جاء رجل إلى إحدى محطات السكة الحديد راكضاً بأسرع ما يمكن ثم دخل المركبة لحظة قيام القطار و هو لا يكاد يقدر أن يتنفس من شدة التعب.

  المؤلف: جورج كوتن