تتكون الرسالة من 95 عدداً قصيراً ويمكن قراءتها فى عشر دقائق، لكننا فى الحقيقة نجد أمامنا سفرا جديرا بالتأمل، سفرا لاغتسال النفس، سفرا نستطيع أن نغوص فى أعماقه الروحية لنكشف حقائق مجيدة تخفى عن القاريْ السطحى. والرسالة الى كولوسى تكشف عن كنوزها لمن يرغب أن يضع المبادئ الأساسية للحياة الجديدة فى المسيح موضع التنفيذ. أخذ – بولس – كاتب الرسالة – أسيرا الى رومية
مدينة فيلبى : هى كبرى مدن مقدونية فى اليونان، ويرجع إسمها إلى مؤسسها فيليب المقدونى ملك مقدونية الشهير، وأبو الأسكندر الأكبر، الذى قام باصلاحها وتجميلها، وبالقرب من هذه المدينة وقعت المعارك التاريخية بين يوليوس قيصر وبومبىالكبير، وتلك التى جرت بين أوكتافيوس وأنطونيوس من جانب وكاسيوس بروكسى من الجانب الآخر، وقد صارت فيلبى بعد الفتح الرومانى مستعمرة رومانية بعد أن نزح إليها الكثيرون من الجنود الرومان وعاشا فيها
أين تقع أفسس؟ تقع مدينة أفسس في مقاطعة ليديا (آسيا الصغرى) على نهر كايستر وعلى بعد خمسين ميلاً من سميرنا، وقد كانت مركزاً تجارياً كبيراً، كما أنها إشتهرت بمعبد أرطاميس التي كان يعبدها كل سكان آسيا، ومنذ عهد بعيد كان الناس يؤمون أفسس لزيارة معبد الإله أرطاميس، وقد إحترق هذا المعبد سنة 355 ق . م ثم أعيد بناؤه بنفقات باهظة وكان واحداً من عجائب العالم القديم .
مما لا شك فيه أن الرسالة إلى غلاطية : تعد من الأسفار بالغة الأهمية في العهد الجديد، ولا يوجد ما يضارعها في إظهار عقيدة التبرير بالإيمان، وقد سميت بحق دستور الحرية المسيحية. ولم تفقد الرسالة شيئاً من قوتها وأهميتها على مر الأجيال، لكنها بقيت إلى اليوم قلعة لإيمان الخلاص، ولم يزل المتمسكون بالحق يتحولون إليها باعتبارها معيناً لا ينضب من البراهين القوية ضد فكرة الخلاص بالأعمال. وفي هذه الأيام ــ التي تفشت فيها الأفكار الخاطئة عن حقيقة الخلاص ــ نحتاج نحن الذين يهمنا مجد المسيح أن نتزود من جديد بما تعلمه الرسالة إلى أهل غلاطية.
تأتى هذه المجموعة من المزامير بعد (مزمور 119 ) الشهير، والذى يدل من الناحية النبوية على رجوع الشعب إلى الله فى المستقبل، وعندما يقطع عهده معهم ويتم المكتوب: "أَجْعَلُ نَوَامِيسِي فِي أَذْهَانِهِمْ، وَأَكْتُبُهَا عَلَى قُلُوبِهِمْ، وَأَنَا أَكُونُ لَهُمْ إِلهًا وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْبًا. وَلاَ يُعَلِّمُونَ كُلُّ وَاحِدٍ قَرِيبَهُ، وَكُلُّ وَاحِدٍ أَخَاهُ قَائِلاً: اعْرِفِ الرَّبَّ، لأَنَّ الْجَمِيعَ سَيَعْرِفُونَنِي مِنْ صَغِيرِهِمْ إِلَى كَبِيرِهِمْ" (عب 8: 10، 11) .
بعد أربعين سنة قضاها الشعب فى البرية وقف موسى قبالة الشعب المجتمع فى سهول موآب فى عبرالأردن يسرد لهم قصة معاملات الرب معهم (تث 1 – 4) وهم على مقربة من أرض الموعد، وفى المزمور الأول من هذا الكتاب ( مزمور 107) نرى البقية الأمينة التى عاد الرب وجمعهم من الأراضى التى تبددوا إليها، نراهم يتذكرون معاملات الله الماضية معهم، كيف قادهم وأذلهم
" لإمام المغنيين على الجتية، لبنى قورح، مزمور" هذا المزمور ينسب كما جاء فى العنوان إلى بنى قورح أو القورحيين من سبط لاوى "وَأَمَّا أَقْسَامُ الْبَوَّابِينَ فَمِنَ الْقُورَحِيِّينَ: مَشَلَمْيَا بْنُ قُورِي مِنْ بَنِي آسَافَ" (1أخ 26: 1) ، "فَقَامَ اللاَّوِيُّونَ مِنْ بَنِي الْقَهَاتِيِّينَ وَمِنْ بَنِي الْقُورَحِيِّينَ لِيُسَبِّحُوا الرَّبَّ إِلهَ إِسْرَائِيلَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ جِدًّا" (2أخ2: 19)، وبه يعبرون عن عظمة البركة التى نالوها من وجودهم فى بيت الرب كحراس على الأبواب
لإِمَامِ الْمُغَنِّينَ عَلَى «ذَوَاتِ الأَوْتَارِ». لِدَاوُدَ". المزمور والعزف كلاهما لداود، فقد كتب داود كلمات المزمور، وكان يترنم به وهو يعزف على القيثارة التي كان يحب أنغامها جداً. وقد صادفنا هذا العنوان من قبل في صدر المزامير (4 ــ 6 و54 و55) والمزمور نفسه شخصي ويناسب فرص الاختلاء الفردية.هذا المزمور يُعد لؤلؤة. وإن كانت لؤلؤة صغيرة، لكنها ثمينة. وكم وجد النائحون في كلمات المزمور تعبيراً صادقاً عن حالتهم بعد أن عجزوا عن التعبير عما في نفوسهم.
هذا المزمور قد عهد به إلى إمام المغنين ليترنم به فريق الترنيم بالاشتراك مع الشعب في العبادة الجمهورية، وهذا واضح من تركيب المزمور من فقرات من الصلاة متبادلة مع فقرات من الترنيم والتسبيح. وقد سبقت الإشارة إلى أن المزامير التي تحمل في صدرها اسم إمام المغنين تتضمن نبوات عن الرب يسوع (مز 22، 31: 5)، وحيث وُجد يسوع يكون هو القائد والرئيس، ومَنْ أحق بالترنم بالمزامير التي تتحدث عنه إلا رئيس فرقة الترنيم؟