17- السبب .... لماذا؟

حقيقة هامة: لو حدث أن شخصاً ما أهدى صديقاً له خاتماً ثميناُ جداً، موضوعاً داخل صندوق عادي لا وجه على الإطلاق للمقارنة بين قيمته وبين قيمة الخاتم، أفلا يندهش ذلك الشخص عندما يأتيه صديقه بروح الشكر والإمتنان قائلاً: "أنني أشكرك من كل قلبي لأنك أهديتني ذلك الصندوق المخملي الجميل، و إني أعدك أن اعتنى به عناية فائقة و أن أحرص عليه كل الحرص، فهو بلا شك هدية غالية" ؟!.

إن كنا نجمع على الدهشة من تصرف ذلك الصديق الذي أهمل الهدية و أهتم بالصندوق الضئيل القيمة الذي يحتوى عليها، فكم بالحري جداً يجدر بنا أن نندهش من أنفسنا، و من الناس الذين يحيطون بنا، الذين يركزون أفكارهم و ينفقون أعمارهم في العناية بأجسادهم، التي إن هي إلا غلاف مادي ضئيل القيمة يحتوي على جوهرة ثمينة للغاية هي النفس التي وهبنا الله إياها ، و التي بسبب قيمتها العظيمة جداً – التي تفوق قيمة كل كنوز هذا العالم – رضى ربنا يسوع المسيح أن يضحى بنفسه و أن يسفك دمه الكريم لأجل فدائها، بينما أنا و أنت لا نهتم بأن نخصص دقائق قليلة من أوقاتنا للتفكير فيها

 المعرب: فؤاد زكى